خالد الجنفاوي: المشاركة في الانتخابات واجب وطني

أعتقد من الأفضل أن يشارك المواطن الحق في بناء حاضر ومستقبل بلاده. وما الترشح لعضوية مجلس الأمة سوى مشاركة بناءة ومساهمة فعالة في تكريس التنمية التي يستحقها الوطن الكويت. ومن هذا المنطلق, فالترشح لعضوية المجلس هي فرصة جديدة لكل من يريد فعلاً أن يساهم بشكل إيجابي في تطورنا الحضاري والاقتصادي والتشريعي. ومع احترامنا لآراء البعض بشأن امتناعهم عن الترشح والتصويت, ولكن أعتقد شخصياً أن الترشح للفوز بعضوية مجلس الأمة والتصويت والمشاركة الفعالة في الانتخابات المقبلة سترسم خارطة حاضرنا ومستقبلنا في السنوات المقبلة. فمن يعتزم مقاطعة الانتخابات عليه إذا تقبل (وبصدر رحب) حقيقة أنه لن يشارك شخصياً في ما سيأتي لاحقاً من تشريعات وقوانين. أي أنه ربما لا يحق لأحدهم لاحقاً أن يعترض على ممارساتنا الديمقراطية والدستورية والتشريعية, وما سيقره مجلس الأمة. فما دامت انتخاباتنا نزيهة ودستورية وشفافة, فمن المستحسن أن لا يضيع البعض فرصة لن تعوض في مشاركة اخوانهم وأخواتهم في بناء حاضر ومستقبل الكويت.
بل أعتقد كذلك أن المشاركة في الانتخابات “واجب وطني” ومسؤولية أخلاقية, وبخاصة إذا قسناها بالمنفعة العامة والخاصة. فمن يشارك في الانتخابات البرلمانية يظهر للآخرين أنه يحاول ممارسة واجباته ومسؤولياته كمواطن كويتي حق. فالمواطن الصالح هو من لا يتخلف عن ركب وطنه, بل يلازمه بتفاعله البناء وعمله الصادق. وفي ذلك منفعة عامة للوطن وللمجتمع ومنفعة للفرد حيث سيساهم المواطن في التغلب على تحدياتنا المشتركة, بل من يريد فعلاً مكافحة غلاء الأسعار, وتطوير خدماتنا العامة, وحل أزمة المرور عليه أن يدلي بدلوه, ويؤدي ما عليه من واجب وطني.
بل أنوي شخصياً أن أشارك بشكل فعال وإيجابي في انتخابات مجلس الأمة وذلك لأنني أعرف ما ستحمله تلك المشاركة من معان ونتائج تاريخية كبيرة. فأرغب شخصياً أن أكون جزءا فاعلاً في كل ما يحدث في بلدي, وبخاصة في ما سيحدث وسيتحقق ويتجلى في مجلس الأمة المقبل. فالمسألة في هذا السياق (المشاركة في الانتخابات) موضوع هام لأنه موقف مصيري سيحدد ما ستؤول إليه أوضاعنا المحلية في السنوات الأربع المقبلة. فبدلاً من مقاطعة الانتخابات دون قرنها بمعطيات أو دلائل بينة أو منطقية, أعتقد أنه من العقلانية ومن التفكير العملي أن أشارك في الانتخابات كي أساهم بشكل مباشر في بناء حاضري ومستقبلي الوطني. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.